مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي ‏ ‏تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد
Uncategorizedالافتتاحية

معركة الجنوب السوري مجدداً برعاية إسرائيلية وتوجيه أردني: سعي لإيجاد خرق ميداني لاستثماره سياسياً

كتب حسين مرتضى:

هي معركة كبيرة لم تشهد مدينة درعا في جنوب سوريا مثيلاً لها منذ أكثر من عام ونصف تقريباً، أي منذ فشل ما أسمته المجموعات المسلحة بمعركة “عاصفة الجنوب”.
“الموت ولا المذلة” اسم لمعركة بعدة فصول وحلقات، ولم يكن التجهيز لها سريعاً، ما يطرح أسئلة عن هدف العملية وتوقيتها، الذي يأتي بالتزامن مع اجتماعات جنيف ومحادثات الاستانة بنسخها المتعددة.

الميدان

الجيش السوري استطاع عبر عدة عمليات نوعية قتل مجموعة كبيرة من قادة هذا الهجوم كان اخرهم ثابت ياسين المسالمة، القائد العسكري لما يعرف بفرقة 18 آذار والذي نقل الى مشافي الاردن لتلقي العلاج الا ان ذلك لم يفده، بالإضافة لمقتل محمد عبد الرزاق المسالمة وفوزي محمود المحاميد، ما منع الداعم الاردني والكيان الاسرائيلي من إظهار قدرتهما في الجنوب، ومنعهما من تنفيذ مخططهم بتوسيع المنطقة الواصلة ما بين الريفين الشرقي والغربي لمحافظة درعا، وبث روح جديدة في الفصائل الجنوبية لقتال الجيش السوري ومنعه من اتمام المصالحات التي تجتاح الجنوب، وتحديداً في الريف الشمالي لدرعا.
ويؤكد مصدر مطلع على سير المعارك هناك، ان “اخفاقات المسلحين بالجملة في جنوب سوريا، لكن أبرزها عدم استطاعة تلك المجموعات إبعاد الجيش السوري عن طريق الجمرك القديم”، ويؤكد أن “درعا المدينة ما زالت آمنة، والمربع الصغير الذي يتواجد فيه مسلحو “النصرة” لا يغيّر من طبيعة المعركة أو خارطة السيطرة”.


الوقائع أثبتت أن “غرفة الموك” ما زالت تسيطر على قرار المسلحين على الأرض

دور الاردن

فشل الهجوم بأيامه المتعددة، دفع الأردن وبحسب مصدر مطلع الى “زج اعداد اخرى من المسلحين وصلت عبر معبر نصيب الحدودي الى درعا البلد، بعد تنسيق مباشر مع عدة قادة للمسحلين كان اهمهم وصاحب الثقل في ريف درعا الشرقي، احمد العودة (قائد ما يسمى قوات شباب السنة) المدعوم من قبل الكيان الاسرائيلي، بالاضافة الى زياد الحريري قائد الفيلق الاول والمدعوم أيضاً من الكيان الاسرائيلي، والتنسيق مع بشار الزعبي قائد جيش اليرموك وأحد اعضاء الوفد التابع لمنصة الرياض في جنيف، ومشهور كناكري قائد لواء “مجاهدي حوران” التابع للجبهة الجنوبية، ووصل عدد من تم ادخالهم الى ما يقارب 500 مقاتل، ترافقهم شاحنات من الاسلحة والذخائر، لفتح جبهة جديدة ضمن “معركة الموت ولا المذلة”، بعد ان اعطت “غرفة موك” في الاردن مهلة زمنية تقدر بـ 45 يوما لانهائها، مضى عليها ما يقارب الشهر، في محاولة لدفع تلك المجموعات لتحقيق اي انجاز على الارض”.
هذه التوجيهات من “غرفة موك” الاردنية، تبعها توجيهات اخرى لجبهة النصرة والمجموعات الموالية للاردن في جنوب سوريا، بوقف المعارك في الريف الغربي لدرعا والتفرغ لشن هجوم على نقاط الجيش السوري بالتزامن مع ذكرى بداية الاحداث في سوريا والتي تأتي في شهر اذار من كل عام، وبالفعل وعن طريق رصد المعارك تبين ان تلك العمليات توقفت بشكل شبه كلي، ما يدل على ان “غرفة الموك” ما زالت تسيطر على قرار المسلحين على الأرض، بالاضافة الى الدور الاردني الذي اعاد فتح مستشفياته امام جرحى المسلحين الذين وصل عددهم داخل المشافي الاردنية اكثر من 200 جريح نتيجة ضربات الجيش السوري.
كل هذه الوقائع يمكنها أن تكشف السبب الحقيقي لغياب المجموعات المسلحة عن اجتماع الاستانة، ولماذا نقلت الدول الداعمة العين من الشمال السوري الى الجنوب والذي اعتبر لفترة طويلة منطقة باردة، ما يؤكد أن من يقف خلف تلك المجموعات قام بتوجيه عدة رسائل ميدانية وسياسية في آن، وتؤكد المصادر ان “الاستفادة الاردنية من كل ذلك هو تسويق فكرة ان المنطقة الآمنة في الجنوب السوري هي اسهل للتطبيق من الشمال السوري”.
وتعتبر المصادر أن “هذه العمليات أرادت منها جبهة النصرة الارهابية توجيه رسائل عديدة للمجتمعين في الاستانة وجنيف. حيث عمدت الى جمع كل الفصائل الموضوعة على “لائحة الاعتدال الاردني”، وتتلقى اوامرها ودعمها منه، في محاولة أردنية عبر تلك المجموعات لاخراج النصرة من الوضع الحرج في الجنوب، ومنحها صفة المعتدلة، لكن بشرط تحقيق انجاز ميداني، يحمله معه الوفد الاردني الى الاستانة”.
في النتيجة وميدانياً تمكن الجيش السوري مجدداً من احباط العديد من هجمات المسلحين المتكررة وعلى عدة محاور ليسقط بذلك أهداف المجموعات المسلحة ورعاتها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى