مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي ‏ ‏تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد
الافتتاحية

حسين مرتضى: “لحديّون” يديرون “صفحة أصدقاء ترامب”

كتب حسين مرتضى

على عكس ما تجري العادة في أيّة هزيمة، حين يفقد المهزوم الأمل وينكفئ على نفسه، وبالذات إن كان خائناً لوطنه، لكن هذا لم يحدث مع “اللحديّين” الذين لم يقفدوا الأمل، بل سارعوا إلى إثبات المزيد من الولاء للكيان الإسرائيلي، حيث أوكلت إليهم مهام عدة، واستثمروا من قبل العدو في أكثر من مكان، فكانوا في العراق مع عناصرالموساد، وساندوا الكيان الغاصب في غزة، وشاركوا في مهام قتالية وتنظيمية في جنوب سورية مع وحدة أمان في المخابرات العسكرية الصهيونية، إلا أن المهمة الجديدة والأخطر هي في لبنان، ففي الوقت الذي انشغل فيه العالم بقرارات رعناء للرئيس الأمريكي “ترامب” كان “اللحديّون الجدد” في لبنان يجمعون أصدقاءهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تحت مسمى “أصدقاء دونالد ج. ترامب” لمتابعة أخبار الرئيس الأمريكي والتفاعل مع مواقفه.
اللافت في نشاط هذه المجموعة أنها تدار من قبل قياديين سابقين في جيش “لحد” ومعظمهم موجود في الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا، وحتى في الكيان الإسرائيلي، وكي نفهم بدقة أكثر من هم أصدقاء ترامب في لبنان، لا بدّ من معرفة من يدير هذه الشبكة ومن يموّلها، فعندما نعلم أن مدير هذه المجموعة هو “عاطف حرب” المعروف بـ “توم حرب” ويشاركه في إدارتها “وليد فارس” الذي رفض تعيينه كمستشار في البيت الأبيض من قبل الكونغرس الأمريكي، لثبوت مشاركته في مجزرة “صبرا وشاتيلا” واعتباره مجرم حرب، كما يشارك في إدارة هذه الصفحة “شربل بركات” المقيم في كندا، والذي كان نائب “أنطوان لحد” قبل فراره إلى كندا في بداية التسعينات إثر إصابته بعملية للمقاومة الإسلامية.

لكن السؤال المهم هو ما علاقة هؤلاء الأشخاص بالموساد الإسرائيلي؟ يأتي الجواب من مصادر متابعة لتحرّكات عملاء جيش لحد في لبنان وخارجها، وأكدت أن ” توم حرب” و”وليد فارس” ارتبطا بالموساد الإسرائيلي منذ كانا ضابطي أمن في تنظيم القوات اللبنانية، وبعدها نقل “وليد فارس” إلى داخل فلسطين المحتلة، التي أمضى فيها، حيث عمل بوصفه باحثاً، وأبرز ما قدّمه للموساد الإسرائيلي، دراسة بعنوان “السياسة الإسرائيلية البديلة في لبنان” والتي هي عبارة عن “تطوير” لـ”دراسة” قدّمها إلى الحكومة الإسرائيلية، خريف عام 1996 (بعد أقل من 6 أشهر على ارتكاب مجزرة قانا).
وفيها تصوّر لإدارة العدو للجنوب اللبناني، لا يحلم أي صهيوني متطرّف في تخيّله، بالإضافة إلى مساعدته للموساد هو وضباط سابقين في جيش العملاء، في إدارة بعض الشركات الأمنية التي نشطت في العراق.

“وليد فارس” والمتزوج من أمريكية، يعود الفضل في قربه من حملة “ترامب” الانتخابية، وترشيحه لاحقاً ليكون أحد المستشارين، يعود إلى اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد الخدمات التي قدمها من خلال، إعادة تجميع عملاء “لحد” في لبنان والعالم، وإعادة تكليفهم بمهام ترتبط بالحرب الناعمة، واختراق الأُطر الاجتماعية والثقافية للبيئة الحاضنة للمقاومة، لتشكيل جدار من الكراهية في محيط المناطق التي توالي المقاومة اللبنانية.

الاستفادة من هؤلاء الضباط لم تقتصر على مناطق التوتر والعنف، بل وصلت إلى زجّهم في عالم التواصل الاجتماعي، حيث استغل العدو الصهيوني إقبال الشباب بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي، مستفيدة من الحريات الواسعة التي تتيحها هذه المواقع، فقامت بتجنيد إمكانيات جهاز أمان الصهيوني، ليشكلوا أكبر جيش إلكتروني، لنشر الفكر الصهيوني، والتوغّل في أعماق العالم العربي لضرب القيم الأخلاقية والإنسانية والعقائدية، هذه الامكانيات خلقت على الارض الوحدة 8200 في الاستخبارات الصهيونية، ويعمل أفرادها على بث الفتن وترويج الإشاعات، بالإضافة إلى استهداف الناشطين والمثقفين وتأجيج فتن مذهبية ، وذلك عبر الاستفادة مثلاً من شخصيات مثل ضباط جيش “لحد” السابقين بعد تلميع صورتهم، وفتح صفحات على مواقع التواصل في سبيل خلق روابط افتراضية مع مجتمع محور المقاومة، ومن ضمنها مثلاً استغلال جائحة العداء للمقاومة التي يعمل عليها الكيان بالتشارك مع دول الخليج، وتجريع الشارع الأفكار الصهيونية على دفعات، وتنتمي هذه المجموعة إلى الوحدة “8200” التي يشار إليها باسم وحدة “SIGINT” الصهيونية، التابعة لثاني أكبر جهاز للتنصّت والتشويش والتجسس والتكنولوجيا الإلكترونية في العالم، بعد أميركا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى