مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي ‏ ‏تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد
Uncategorizedالافتتاحية

من الغنائم الى إمارة الجولاني: أكثر من هدف وراء ’اقتتال الجماعات الإرهابية’ في إدلب؟

حسين مرتضى

على الرغم من انعدام التفاؤل بالتزام المجموعات المسلّحة بقرارات اجتماع الأستانة، والذي أفرز تفاهمات حول تثبيت وقف إطلاق النار، ومحاربة الإرهاب، إلا ان مشهداً جديداً بدأ يظهر في الساحة، لم يقتصر على السياسة بل تعدى ذلك الى مناطق تواجد المسلحين.. ليكشف عن أهداف وخطط تنفذها هذه الجماعات بتوجيه من الدول الراعية.
فقد جاءت المعارك العنيفة والاشتباكات التي دارت بين “الأخوة الأعداء”، كنتيجة حتمية للصراع على تقاسم المال والسلطة في مناطق تسيطر عليها “جبهة النصرة” من جهة و”حركة أحرار الشام” تساندها معظم المجموعات المنتشرة في إدلب من جهة أخرى، وكان البيان الختامي لاجتماع الأستانة هو الطرف الخفي في هذا الصراع.

أهداف كثيرة لمعركة ريف ادلب بين الجماعات المسلحة

 

الأستانة
فبعد حسم الجيش السوري وحلفائه لما أسماه المسلحون “معركة حلب الكبرى”، واقتصار الدور القطري والسعودي في مؤتمر الاستانة، على تمرير الافكار عبر الجانب التركي ومن خلف الكواليس، جاء وقت تصفية الحسابات بين المجموعات المسلحة وأحد هذه الحسابات كان بسبب حضور بعض المجموعات مؤتمر الأستانة واستبعاد المجموعات الأخرى وهي تعتقد أن لها الحق بالحضور كونها صاحبة قرار في الشأن الميداني.

معبر خربة الجوز والغنائم

انتقال الخلافات الى الميدان بدأ عندما أعلنت “حركة احرار الشام” و”مجموعة صقور الشام” الحرب ضد “جند الاقصى” المحسوبة على “جبهة النصرة”، وهدف المعركة هو استئصال “جند الاقصى” من ريف إدلب وريف حماة ومناطق تواجدهم في خان شيخون بالإضافة إلى الريف الجنوبي لإدلب وريف حماة، والسبب الرئيس للمعارك يكمن في سيطرة “جبهة النصرة” على معبر خربة الجوز الحدودي مع أدلب، والذي كان يؤمّن دخلاً يقدر بمليون دولار شهريا وأكثر لـ “حركة أحرار الشام”.كما أن “جبهة النصرة” هاجمت سجن حلب المركزي، وأخرجت منه سلطة “حركة أحرار الشام”.
سبب آخر وراء الحرب يأتي تحت عنوان “الغنائم”، وبدا من خلال تصميم “جبهة النصرة” الحصول على عشرات صواريخ “تاو” المضادة للدروع التي يمتلكها ما يسمى “جيش المجاهدين”، وحصل عليها قبل فترة واستخدمها في ريفي حلب وحماه، فضلاً عن حصول هذا التنظيم على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة، وقد استطاعت “النصرة” مصادرة كمية كبيرة من هذه الاسلحة ما أثار المزيد من غضب “حركة أحرار الشام” وحلفائها.

المغانم المالية أحد اسباب الحرب

إمارة ادلب

وعلى الرغم من أهمية كل تلك الأسباب الميدانية، فان السبب الأبرز هو مضي زعيم “جبهة النصرة” أبو محمد الجولاني إلى إعلان إدلب ومحيطها “إمارة اسلامية”، وهو يحتاج لتحقيق هذه الغاية، الى القضاء على كل الأطراف التي تعارض “النصرة”، على غرار ما قام به قبله “تنظيم داعش”، واستدّلت الفصائل المسلحة على قرار الجولاني، بفرضه الإتاوات عليها في إدلب تحت مسمى المكوث، فكل من يمكث في إدلب يُعتبر في أرض تابعة لـ”جبهة النصرة”، وعليه دفع الاتاوة.

تشكيل جديد

هذه الأسباب أدّت الى دخول المعارك بين المسحلين نفقاً جديداً، ومستوى من الاستقطاب لم يصله من قبل، ما أقلق الدول الداعمة لها، في ظلّ عدم قدرة تلك الدول على إنهاء الخلاف بين “حركة احرار الشام” و”جبهة النصرة”، وسرعان ما كان القرار، خلق تشكيل جديد، يمكنه استيعاب طموح الجولاني بـ”الإمارة اسلامية”، ويضم هذا “التشكيل” في طياته جناح القاعدة المتشدد بالإضافة الى قسم من التيار الاخواني، والاعتماد في واجهة هذا “التشكيل” على مجموعات تصنفها تركيا والولايات المتحدة بالمعتدلة.
وبعد وصول القرار للمجموعات المسلحة بدأت المداولات على من سيرأس هذا “التشكيل”، واتفق الجميع ان القائد الفعلي له سيكون الجولاني، إلا أن القيادة العلنية “الصورية” ستكون لقيادي آخر، سيحظى بقبول الأطراف جميعها، وبدأت البيانات تنتشر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي، وموضوعها ولادة هذا التشكيل تحت اسم “هيئة تحرير الشام”، وتم التوافق على أن يكون أبو جابر هاشم الشيخ قائد هذه الهيئة، وهذا الاختيار كان الهدف منه أن أبا جابر هذا، هو شخصية مقبولة لدى تركيا بالإضافة إلى قدرته على استقطاب أعداد كبيرة من مقاتلي حركة أحرار الشام، وهذا ما ينذر بتجدّد المواجهة بين تلك الفصائل في الشمال من جديد.
ومن أبرز القياديين الذين انضموا الى هذه الهيئة “السعودي عبد الله المحيسني، وعبد الرزاق المهدي قاضي فيما يسمى بجيش الفتح وهو مقرب من أحرار الشام، وأبو الحارث المصري، وأبو يوسف الحموي، وأبو الفتح الفرغلي (مصري الجنسية) وهو مسؤول مكتب الدراسات في هيئة الدعوة والإرشاد في حركة أحرار الشام، وأبو اليقظان المصري وهو شرعي سابق في أحرار الشام، أبو شعيب المصري وهو شرعي سابق في أحرار الشام”.
وعلى ما يبدو ان كل تلك الشخصيات المقربة من “حركة احرار الشام”، كانت جاهزة للحظة اعلان التشكيل حتى تنضم له، واللافت أيضاً عدد المجموعات المسلحة التي تجاوزت الخمسة عشر فصيلاً، والتي بايعت هذه الهيئة خلال الساعات الأولى من إعلانها، وما يجب الوقوف عنده، هو انضمام علاء أيوب الذي كان أحد أهم المفاوضين في معركة أحياء حلب الشرقية لهذا الفصيل والمعروف عنه انه ذراعاً للمخابرات التركية، ما يدلل على ان الأتراك يسعون الى تعويم هذه الشخصيات وإظهار “هيئة تحرير الشام” على أنها تشكيل معتدل للإستفادة منها في المرحلة القادمة.

هيئة تحرير الشام محاولة جديدة لاخفاء جبهة النصرة الارهابية في كيان معتدل

أهداف

المدقق في هذا الحراك العسكري الأمني في الشمال السوري، يلاحظ عدداً من الأهداف لهذا الإندماج، ومنها اظهار “حركة أحرار الشام” على انها حركة سورية صافية، بعد إفراغها من قيادييها غير السوريين وضمّهم الى “هيئة تحرير الشام”، وأيضاً لفت الانتباه إلى أن “حركة الاخوان المسلمين” والتي تشكّل الأساس الفكري لتلك الحركة، قادرة ان تكون ضمن اي تحالف سيقوم لمحاربة المصنفين على لائحة الارهاب في المرحلة المقبلة.
لكن السؤال الذي يطرح اليوم هل هذا التشكيل هو محاولة لتهريب جبهة النصرة من تصنيفها كجماعة ارهابية، وبالتالي السماح باستمرار سيطرتها على بعض المناطق في سوريا والاستفادة من هذه المجموعات مجددا تحت مسمى جديد وتثبيت المناطق التي يتواجدون فيها مع تثبيت وقف اطلاق النار وانطلاق عمل اللجان العسكرية والأمنية المنبثقة عن قرارات او البيان الختامي لاجتماعات الأستانة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى