مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي ‏ ‏تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد
عربي

“نيوم”.. بوابة تمتين التطبيع “السعودي-الإسرائيلي” برعاية أميركية

يبدو أن سلطات الرياض تبحث في مختلف الأوجه والطرق عن سبل التطبيع مع كيان الإحتلال “الإسرائيلي”، واضعة القضية الفلسطينية والعروبة في خزائن النسيان، وبعد اللقاءات والزيارات المتبادلة بين الجانبين، وتحديداً ما انتشر مؤخراً عن محمد بن سلمان وزياراته إلى الأراضي المحتلة، ارتأى الأخير اطلاق مشروع اقتصادي تفوق كلفته 500 مليار دولار، وإشراك تل أبيب في تنفيذه، بهدف فتح باب التطبيع الاقتصادي والتجاري مع الكيان، وادخاله إلى البلدان العربية من باب الرياض، وفق ما يؤكد مراقبون.

بعد أيام قليلة على إطلاق ابن سلمان مشروع “نيوم” الاقتصادي الذي سيُقام على أراضي بلاده والأردن ومصر، خرج أول تعليق في كيان الاحتلال، إذ أكد “يورام ميطال” رئيس مركز “حاييم هرتسوغ” لدراسات الشرق الأوسط في جامعة “بن غوريون” في النقب، أن “ضلوع “تل أبيب” في المشروع يعتبر مسألة حاسمة”، مشيراً إلى أن الجانبين ناقشا العلاقات بينهما وإنشاء الجسر الذي سيربط بين الرياض والقاهرة والتي ستمر في المناطق المحتلة، مُلمحاً الى وجود قنوات سرية بين الطرفين.

وفي السياق عينه، أشارت الصحافة العبرية وفي مقدمتها “هآرتس” الى أن مشروع إقامة الجسر بين السعودية ومصر يحتاج الى تصريح من “تل أبيب”، مدعية أن اتفاق “السلام” الموقّع عام 1979 مع القاهرة يمنح “اسرائيل” طريقاً للوصول الى البحر الأحمر، ومن شأن الجسر المقترح إغلاق هذا الطريق، بحسب تعبيرها.

وفيما يرى خبراء استراتيجيون أن خطوات الرياض تنمّ عن تهافت “سعودي” لناحية التطبيع، قال سيمون هندرسون مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى لوكالة “بلومبيرغ”، إن “المشاورات بين السعودية وإسرائيل بشأن الجسر قد تكون بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق الولايات المتحدة”.

وكالة “بلومبيرغ” لفتت الى أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب يؤمن بأنَّ الدول العربية هي مفتاح السلام بين إسرائيل وفلسطين”، مشيرة الى أن ترامب وصف العلاقات الاقتصادية مع السعودية بأنَّها إحدى المزايا التي قد تعود على “إسرائيل” من إبرام اتفاقية السلام، بحسب الوكالة.

وفي هذا السياق، لفت مراقبون الى المشاركة الاميركية اليهودية في اطلاق المشروع الأضخم في الرياض بشكل عالمي، اذ حضر رئيس الكونغرس الأمريكي اليهودي، جاك روسين ضمن المدعوين، وقال في تدوينة عبر حسابه في “تويتر”: “بينما أنا في السعودية، وجدت سعوديين على استعداد لمناقشة العلاقات التجارية المحتملة مع إسرائيل”، وعلى الفور رد عليه صحفي “اسرائيلي” قائلاً: “بيننا تجارة أصلاً ولكن بالسر”.

التصريحات “الاميركية الاسرائيلية” تزامنت مع تصريحات أحد عرابي التطبيع مع الكيان المستشار السابق لحكومة الرياض الجنرال أنور عشقي، الذي أكد وجود تواصل بين الرياض وتل أبيب، مدعياً أن هذا التواصل هو علمي وفكري وإنساني، وليس تواصلاً سياسياً، على حدِّ زعمه.

مراقبون اعتبروا أن مشروع “نيوم” لم ولن يكون الأول أو الأخير في مسيرة التطبيع بين الاحتلال الصهيوني والرياض، لافتين الى أن الآونة الاخيرة تشهد العلاقات تمتين وعلنية غير مسبوقة، وتتركز في شتى المجالات خاصة الأمن الإلكتروني والبنى التحتية، وهي مجالات وصفها مراقبون بأنها حساسة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى