مركز سونار الإعلامي، رؤية جديدة في مواكبة الإعلام الرقمي ‏ ‏تابعونا على قناة اليوتيوب ليصلكم كل جديد
سوريا ولبنان

2017.. عام صمود ومقاومة في الفوعة وكفريا المحاصرتين بريف ادلب الشمالي

لم يختلف العام 2017 عن العامين الماضيين داخل بلدتي الفوعة و كفريا المحاصرتين بريف إدلب الشمالي، الفوعة وكفريا، بلدتان في ريف إدلب الشمالي، مثال حي على الصبر والجهاد والصمود، في ظل استمرار القصف من المجموعات المسلحة  حيث لم يخل يوم واحد من قصف او قنص في داخل البلدتين.

هي حرب اقل ما يقال عنها انها حرب مفتوحة من كل الجهات مع حصار خانق، فيما تتعامى المنظمات الدولية عن معاناة هاتين البلدتين. فقد انتهت سنة 2016 بعرقلة المسلحين لخروج 21 حافلة دخلت الى البلدتين لإخراج الحالات الإنسانية ضمن اتفاق الأحياء الشرقية لمدينة حلب لتبدأ بذلك سنة 2017 ضمن ظروف إنسانية صعبة بسبب النقص الحاد بالمواد الغذائية و الطبية وذلك مع استمرار استهداف البلدتين من قبل المسلحين بالقذائف و رصاص القنص .

ولم يكن بوسع الأهالي آنذاك سوى رفع الصوت عاليا استنكارا و تنديدا بصمت المجتمع الدولي و المنظمات الإنسانية إزاء ما يتعرضون له من انتهاكات و حرمان من أبسط مقومات الحياة . فقد أجبروا على تناول حشائش الأرض بسبب عدم توفر المواد الغذائية و أبسطها رغيف الخبز . و مع حلول فصل الربيع من العام نفسه بدأت بوادر الحلول الإنساني تلوح بالأفق مجددا حيث تكللت بإدخال قافلة مساعدات إنسانية بتاريخ 14/آذار – مارس الماضي الى البلدتين و من ثم تم التوصل الى اتفاق عرف لاحقا باتفاق البلدات الأربعة الذي نص على إجلاء كامل لأهالي البلدتين و ذلك عبر مرحلتين و أخذ يتصدر المشهد السياسي.

وفي صبيحة يوم الثالث عشر من نيسان / آبريل الماضي دخلت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر و معها عدد من الحافلات لنقل الحالات المرضية و الإنسانية حيث خرج في نفس اليوم قسم من الحافلات و على متنها خمسة آلاف شخص باتجاه نقطة التبادل في منطقة الراشدين و تم عرقلة خروج باقي الحافلات من قبل المسلحين الذين قاموا  ايضا باحتجاز الحافلات التى وصلت الى نقطة التبادل . المسلحون لم يكتفوا بذلك بل قاموا بتفجير سيارة مفخخة بين تجمع الحافلات في نقطة التبادل بمنطقة الراشدين راح ضحيته مئات الشهداء و الجرحى جلهم من الأطفال و النساء و فقد و خطف عدد كبير من الأشخاص و لا يزال مصير قسم كبير منهم مجهول حتى الآن .

تلك المجزرة المروعة و التى أطلق عليها اسم تفجير الراشدين ستبقى وصمة عار على جبين المسلحين والمنظمات الإنسانية و أما أحداث ذلك اليوم المشؤوم ستبقى عالقة في ذاكرة الأهالي و سيتردد صداها طوال الدهر. و بعد تفجير الراشدين تم السماح للحافلات بالعبور و استكملت فيما بعد المرحلة الأولى من الإتفاق بخروخ باقي الحافلات من البلدتين و على متنها ثلاثة آلاف شخص لينتهي بهم المطاف بمركز الإيواء في منطقة جبرين بحلب .

و أما من تبقى داخل البلدتين بدأ يترقب بفارغ الصبر تنفيذ المرحلة الثانية من الإتفاق حتى يئسوا الانتظار و سئموا من ابرام الاتفاقات مع المسلحين. حينها شرع الأهالي داخل البلدتين بتنظيم اعتصامات يومية و وقفات احتجاجية غاضبة للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين داخل المشافي التركية و لدى المجموعات المسلحة و الكشف عن مصير المفقودين و الضغط على المسلحين و داعميهم من أجل تنفيذ كامل بنود الاتفاق لإعادة لم شمل الأسر و العوائل التي تشتت إلا أنه لا حياة لمن تنادي .

وفي نهاية هذا العام انتفض الأهالي في وجه المشروع الصهيو أمريكي و رفضوا  قرار ترامب الأخير رفضا قاطعا ليعلنوا بذلك تمسكهم بقضيتهم الأولى و هي تحرير القدس و كامل الأراضي المغتصبة و إعادة الحقوق إلى أصحابها رغم ما يتعرضون له من اعتداءات سافرة كل يوم . كما ناشدوا الجيش السوري و حلفائه في محور المقاومة للقدوم نحوهم و كسر حصارهم فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى