لم تعد الحروب اليوم تعتمد أساليب الحرب التقليدية فقد انتقلت إلى مرحلة جديدة تعتمد على التقنيات الحديثة ومن أبرز أساليب الحروب الحديثة هي الهجمات السيبرانية.
بداية علينا أن نعلم أن الحروب السيبرانية هي نوع من الحروب الحديثة فرضتها حالة التطور التقني ويتم تنفيذها عبر هجمات على شبكات الكمبيوتر، تتم عن طريق اختراق الشبكات وإضافة معلومات كاذبة، ونشر فيروسات بهدف تعطيل تلك الشبكات، أو الحصول على بيانات معينة بدون إتلافها، مثل البيانات العسكرية والاستخباراتية لبعض الدول.
وبالفعل فقد تم استخدام هذا النموذج من الحروب في الكثير من الدول وكان لابد من ايجاد وسائل للدفاع والرد على تلك الهجمات.
من هنا نقول بأنه يمكن مواجهة هذه الهجمات من خلال تأمين الشبكات بإجراءات معينة يقوم بها المسؤولون عن الشبكة ويطلق عليهم مصطلح “حراس الشبكات”، ويستخدمون برامج وتطبيقات معينة لمعرفة المخترقين والتعرف على هوايتهم ومنعهم من تنفيذ هجومهم الالكتروني.
ومن الجدير ذكره بأن الهجمات السيبرانية لا تستهدف الدول فقط بل تستهدف الشركات والأفراد على حد سواء.
وبالتالي تم إنشاء الأمن اليسبراني وبمعنى أدق ممارسة حماية الأنظمة والشبكات والبرامج من الهجمات الرقمية والتي تهدف كما ذكرنا إلى الوصول إلى المعلومات الحساسة أو تغييرها أو إتلافها أو ابتزاز المال من المستخدمين أو مقاطعة العمليات التجارية.
وفي التفاصيل ينتهج الأمن السيبراني الناجح نهجاً معيناً يتكون عادة من طبقات متعددة للحماية تنتشر في أجهزة الكمبيوتر أو الشبكات أو البرامج أو البيانات التي ينوي المرء الحفاظ على سلامتها و في أي منظمة يجب على المستخدمين والعمليات والتكنولوجيا أن يكملوا بعضهم بعضاً ويتكاتفوا لإنشاء دفاع فعال من الهجمات السيبرانية.
ويبقى السؤال لماذا يعتبر الأمن السيبراني مهمًا؟
الإجابة ستكون على عدة مستويات فمثلاً على المستوى الفردي يمكن أن يؤدي هجوم الأمن السيبراني إلى سرقة الهوية أو محاولات الابتزاز أو فقدان البيانات المهمة مثل الصور العائلية كما تعتمد المجتمعات على البنية التحتية الحيوية مثل محطات الطاقة والمستشفيات وشركات الخدمات المالية لذا فإن تأمين هذه المنظمات وغيرها أمر ضروري للحفاظ على عملها بطريقة آمنة وطبيعية.
مع ازدياد خطورة الهجمات السيبرانية كان لابد من تأسيس فرق من الباحثين والمختصين في مجال الأمن السيبراني حيث تعمل تلك الفرق على كشف نقاط الضعف الجديدة والعمل على على تقوية أدوات المصادر المفتوحة. مما يجعل العمل على الإنترنت أكثر أمانًا للجميع.
اليوم نحن أمام مرحلة جديدة من المواجهة ولابد من امتلاك المعلومة والحفاظ عليها والتدرب على مواجهة الهجمات السيبرانية بمختلف أشكالها.