صحافة ورأي

الصحف الإيرانية: الإمام الخامنئي رسم مستقبل المنطقة

من العناوين التي تصدّرت الصحف الإيرانية، اليوم، تحليل وتفصيل لكلام آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الذي أدلى به منذ يومين، إذ ذكر سماحته أنّ الأوضاع الإقليمية تسير على خلاف رغبة الكيان الصهيوني ونظام الهيمنة العالمية.

في هذا الصدد، كتب الخبير في شؤون المنطقة السيد رضا صدر الحسيني، في صحيفة “جام جم، يقول: “في الوضع الذي نشهد فيه القوة المتزايدة لجماعات المقاومة، ونشهد من ناحية أخرى المزيد من تدهور النظام الصهيوني، حظيت التطورات في المنطقة باهتمام أكبر ممّا كانت عليه في الماضي. وفي مثل هذا الوضع وبالنظر إلى الضغوط الداخلية الكبيرة التي يواجهها النظام الصهيوني، اليوم، قدّم قائد الثورة في الأيام الأخيرة تحليلًا ميدانيًا وواقعيًا حول مستقبل التطورات في المنطقة وحذّر دولها من مغبة ذلك”.

وأضاف: ” شدد الإمام الخامنئي بوضوح، في تصريحاته الأخيرة، على فشل نظرية التسوية وتطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني. في الواقع، لقد أعرب عن فهم مفصل وكامل للظروف الداخلية الفوضوية للنظام الصهيوني، وكذلك القوة المتزايدة لمحور المقاومة، وقدّم نصيحة للدول التي قد تقع في فخ التطبيع مع الكيان الصهيوني. والحقيقة أنّ قائد الثورة، وبنظرة عميقة وإستراتيجية، حدّد الشروط التي يمكن على أساسها أن تصبح الدول الإسلامية أحد الأقطاب الكبيرة والمؤثرة في مستقبل هندسة القوة في النظام الدولي. وأكد أنّ من يريد أن يكون له دور فعال في مستقبل المنطقة عليه أن يوضح واجبه في موضوع التسوية والتطبيع مع النظام الصهيوني… يمكننا القول إنّ هذا الخطاب يعدّ من أهم تصريحاته الإستراتيجية في مجال القضايا المستقبلية لغرب آسيا. وفي الوقت نفسه؛ فإنّ من النقاط المهمة التي ينبغي أن ننتبه إليها، في هذا الصدد، هي مسألة ضغوط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، إذ إنّ هؤلاء هم الأمريكيون الذين، بسبب الأوضاع الداخلية الفوضوية في الأراضي المحتلّة وكذلك الوضع الفوضوي للحكومة الصهيونية، يبحثون بقوة عن تطبيع العلاقات بين الدول العربية والنظام الصهيوني، ويعتقدون أنّ هذه القضية يمكن أن تكون إنجازًا صغيرًا لحكومة النظام المتدهورة، وليس لها غاية إلا إنعاش هذا الكيان، ولن تعود بفائدة على البلاد المطبّعة أبدًا”.

الاضطرابات السياسية في أميركا

كذلك اهتمّت الصحف الإيرانية، في مقالاتها التحليلية اليوم، بالحدث الذي وصفته بعض الصحف بالحدث الفريد من نوعه، وهو إقالة رئيس مجلس النواب الأميركي. ورأت أنّ هذه الإقالة تكشف عن الاضطرابات الداخلية بين الحزبين الحاكمين في الولايات المتحدة الأميركية؛ وأنّها بداية ظهور هذه الاختلافات على مستوى شعبي وأهلي أوسع.

صحيفة “قدس”؛ كتبت :”وسط الفوضى والانقسام السياسي التي تشهدها الولايات المتحدة هذه الأيام، أعلنت مصادر إعلامية، مساء أمس، إقالة رئيس مجلس النواب الأمريكي… تعدّ إقالة رئيس مجلس النواب حدثًا غير مسبوق في أمريكا، وهي المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يُقال فيها رئيس مجلس النواب من منصبه، ويظهر هذا التصويت، أيضًا، عمق الانقسامات داخل الحزب الجمهوري. ويثير بالطبع مخاوف بشأن بداية جولة جديدة من الخلل الوظيفي في أمريكا؛ لأنّ هذا البرلمان لا يستطيع التعامل مع الأمور التشريعية إلا بعد انتخاب رئيس جديد”.

وفي حوار أجرته “قدس” مع محلّل الشؤون الأميركية فؤاد أيزدي، قال إنّ: “الارتباك القائم هو أكبر علامة على تراجع البنية السياسية في أمريكا.” وأوضح: ” يظهر في أمريكا أنّ رئيس البرلمان الذي يمكن عزله بسهولة من منصبه هو علامة على مشاكل سياسية وحزبية حادة في هذا البلد. واليوم؛ أصبح المجتمع الأمريكي متعدد الأقطاب وسيستمر هذا الوضع، ولن يكون لهذه القضية مخرج وستستمر حتى الانسداد السياسي وتراجع الولايات المتحدة”.

بدوره مرتضى مكي، وهو محلّل آخر للشؤون الأمريكية، قال عن أسباب إقالة رئيس مجلس النواب الأمريكي وعواقب هذا الحدث غير المسبوق إنّ: “إقالة مكارثي مؤشر على انقسام عميق بين الجمهوريين، وهذا يعني أنّ بعض اليمينيين في هذا الحزب يطالبون بعدم إرسال مساعدات مالية وعسكرية للحرب في أوكرانيا، وسيكون لهذه الإقالة آثار مباشرة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية للعام 2024، وبطبيعة الحال، يستطيع الديمقراطيون أن يستغلوا هذه الفرصة على أفضل وجه في البيئة السياسية الأميركية”.

وفي إشارة إلى التداعيات الداخلية والخارجية لإقالة مكارثي في الولايات المتحدة، قال مكي: “على الرغم من أنّ هذه الإقالة لن يكون لها تأثير خاص على السياسة الأمريكية على المدى القصير، ولكن سيظهر التأثير على المدى الطويل، خاصة بعد الانتخابات الرئاسية العام 2024، إذ سوف تتغير السياسة الخارجية الأميركية مع التغيرات في النهج، وسيكون ذلك خاصة فيما يتعلق ببعض الدول الأوروبية، بما في ذلك أوكرانيا”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى