صحافة ورأي

الاحتجاجات في “تل أبيب” محط اهتمام الصحف الإيرانية

لا زالت قضية الحجاب والعفاف من القضايا الفعّالة في النقاشات الفكرية والصحفية في الجمهورية الإسلامية في إيران، وبالخصوص بعد الفتنة الأخيرة التي حصلت في الخريف الماضي، وفي هذا الصدد كتب الباحث الإيراني في مجال الأسرة والمرأة أبو الفضل إقبالي في صحيفة: “إيران”: “ربما لا نكون مبالغين إذا قلنا أنه في المجال الاجتماعي للمجتمع الإيراني، لا توجد مشكلة أكبر من “الحجاب”، لقد شكلت العديد من الأبعاد العامة قضية الحجاب اليوم، بعضها ذو طبيعة اقتصادية، وبعضها ذو توجهات ثقافية واجتماعية، وبعضها له آثار سياسية وأمنية كبيرة، لذلك، من أجل فهم وإدارة هذه المشكلة، ينبغي اتباع نهج متعدد الأوجه”.

وأضاف: “يعود جزء من التغييرات في أنماط الملابس إلى التغيرات الثقافية وتغييرات نمط الحياة في إيران فمع وصول الإنترنت إلى إيران، تغيرت سلة الاستهلاك الثقافي للشعب الإيراني، وأصبح المجتمع الإيراني على اتصال تدريجي بالعناصر الثقافية الغربية، بما في ذلك الموسيقى والسينما، وغيرها من الأمور، التي كانت ميزتها المميزة الصراع مع القيم الثقافية السائدة في المجتمع الإيراني في بدايات الثورة الإسلامية”.

وأشار إقبالي إلى أنَّه “نتيجة لهذا الأمر بدأت تتشكل ثقافات فرعية تدريجيًا في المجتمع الإيراني وبدأت عملية تغيير نمط الحياة بين جزء من الناس (خاصة الشباب)، كانت أبرز رموز وعلامات التغييرات في ثقافة وأسلوب حياة الشباب في هذا العقد هي الانتشار الملحوظ لمجموعات موسيقى “الراب”، ورواج الأعمال السينمائية الهامة، وسوق السراويل الممزقة والقمصان ذات الرسوم الخاصة، وأزياء الشعر الطويل، وأمثلة من هذا النوع”.

وتابع: “هناك اتجاه آخر يمكن أن يفسر جيدًا التغييرات في نمط الملابس في المجتمع الإيراني وهو العلاقة التي تحكم سوق الملابس، أولاً، كان ذوق الناس، وخاصة الشباب، يتجه نحو المزيد من التوافق مع أنماط الملابس الغربية، كما عملت عمليات الموضة والإعلان على استقرار هذه الملابس، ثانيًا، في ذلك الوقت، كان استيراد الملابس يعتبر نشاطًا اقتصاديًا بحتًا، وبطبيعة الحال، كان للرقابة على استيراد الملابس أيضًا منطق اقتصادي، ولم يعر أحد اهتمامًا كبيرًا للعواقب الثقافية لاستيراد الملابس إلى البلاد، كل هذه العوامل مجتمعة تسببت في إنشاء نظام جديد للعرض والطلب في مجال الملابس في البلاد، وفتحت الملابس التي تتعارض مع نمط الملابس السائد في المجتمع الإيراني في السبعينيات تدريجيًا وأثبتت مكانها في السوق”.

ورأى أنَّه “من الأبعاد الأخرى للتفسير والذي أدى إلى الضعف التدريجي للحجاب في إيران هو العمليات التي تستهدف هوية الشعب الإيراني وإدراكه لعالمه الاجتماعي، كانت نهاية الحرب في إيران وعودة الناس إلى الحياة بالنسبة للكثيرين لحظة توقف وبداية مراجعة لفهمهم للعالم الاجتماعي والمعاني السائدة”.

وختم إقبالي: “إن أعمال الشغب الأخيرة لم تقدم فقط زيادة صادمة ومثيرة للاشمئزاز في كشف الحجاب والعري، ولكن قدمت أيضًا مواجهة متشدّدة تجاه القيم الإسلامية والعنف الجامح تجاه المظاهر والطقوس الإسلامية، بما في ذلك الحجاب والمرأة المحجبة، كما تسببت في تراجع بعض النساء المحجبات بسبب الخوف والقلق، أي إن سلوك المشاغبين الوحشي والعنيف تجاه النساء المحجبات والشتائم والإهانات في الفضاء الافتراضي والحقيقي قد خلق نوعًا من الاختناق والخوف والشك لهذا الطيف في تلك الأيام ما دفع بعض المحجبات إما إلى عدم مغادرة المنزل أو التنقل في المجتمع دون حجاب”.

حلم نتنياهو لإيران ينقلب عليه في “تل أبيب”

قبل ثلاثة أشهر، ادعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في مقابلة إعلامية أنَّه كان يركز بالكامل على إيران وما يحدث فيها من تطورات، وخاصة في أحداث الفتنة الخريف الماضي، ولكن يظهر أن هذا الأمر قد انقلب على الكيان المؤقت الصهيوني، وصار الرصد والترقب لتفككه محط أنظار وسائل الإعلام والمراقبين.

وبحسب تقرير صحيفة “كيهان” فإنَّ الحقيقة هي أن “تدمير نظام “إسرائيل” المصطنع لم يعد شيئًا تقوله وسائل الإعلام فقط، لكن الصهاينة أنفسهم هم الذين يصرخون في الشوارع من خلال تنظيم مظاهرات يومية وليلية أنه إذا تمت الموافقة على خطة نتنياهو في البرلمان، فإن تدمير “تل أبيب” أمر مؤكد، وقد تمت الموافقة على هذه الخطة أمس (الاثنين)! حتى الآن، حذر المئات من الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة في الكيان الصهيوني من سقوط النظام الصهيوني بسبب خطة نتنياهو لتغيير القوانين القضائية”.

وأضافت: “على الرغم من الموافقة على خطة نتنياهو لتغيير القوانين القضائية في الكنيست، قال البعض إن هذه الخطة لم يتم الانتهاء منها بعد للتنفيذ وأنه يجب الموافقة على الخطة المذكورة من قبل المحكمة العليا من أجل تنفيذها، وبالتالي قد ترفضها المحكمة العليا، وقد أطلق نتنياهو على خطته اسم “عقيدة العقلانية” وإذا تم تنفيذ هذه الخطة فإن الهيكل السياسي والحكومي للنظام الصهيوني سيتغير، حاليًا، تستطيع المحكمة العليا للنظام الصهيوني إلغاء قرارات السلطات إذا تم اعتبارها تتجاوز الحد المعقول، لكن خطة نتنياهو تسعى إلى حرمان المحكمة العليا من هذا الحق وإلغاء إشراف المحكمة العليا على عمل النواب والمسؤولين السياسيين وقرارات الكنيست، فإذا تمت إزالة إشراف المحكمة العليا على موافقات البرلمان الإسرائيلي، عمليًا، يمكن للممثلين الراديكاليين تحويل أي خطة يريدون إلى قانون”.

وختمت “كيهان”: “بموافقة خطة نتنياهو لتغيير القوانين القضائية، يدخل الكيان الصهيوني مرحلة جديدة من تطوراته، منذ زمن بعيد، حذّر العديد من جنود الاحتياط وضباط القوات الجوية من الاستقالة والانسحاب من الأنشطة العسكرية في الجيش إذا تمت الموافقة على خطة نتنياهو، ومن المتوقع أن يستقيل عدد كبير من الجنود في الأيام المقبلة، حتى الآن، أثار أكثر من عشرة آلاف عنصر في الجيش احتمال استقالتهم، وانفصالهم عن الخدمة العسكرية وهذا سيوجه ضربة كبيرة للجيش “الإسرائيلي”، أيضًا، نظرًا لأن جزءًا كبيرًا من الاستقالات سيكون من سلاح الجو، فمن المتوقع أن تكون القوات الجوية للجيش “الإسرائيلي” هي الأكثر تضررًا”.

تفاصيل القبض على شبكة إرهابية في إيران

مرت أشهر على انتهاء أعمال الشغب الخريف الماضي التي اندلعت في بعض أجزاء البلاد بذريعة مقتل مهسا أميني، لكن القادة وراء الفوضى والإرهاب ما زالوا يسعون للانتقام بعد فشلهم، وبالتزامن مع بداية شهر محرم وأيام الحداد على سيد الشهداء (ع)، حاولت وسائل الإعلام المناهضة لإيران إثارة الفوضى من خلال تحريض الناس وتشجيعهم على تدنيس أيام الحداد على الإمام الحسين (ع).

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة “وطن أمروز” أنَّه جرى التعرف على عناصر الشبكة الإرهابية الواسعة، الذين كانوا يعتزمون تنفيذ العديد من الأعمال التخريبية في محافظات طهران وكرمان وأصفهان وكردستان ومازندران، وقد خطط أعضاء هذه الشبكة المرتبطون بجهاز التجسس الصهيوني عبر مراكز إرهابية موجودة في الدانمارك وهولندا ومدعومين ماليًا من قبل ذلك النظام، لتنفيذ عدة عمليات إرهابية في المحافظات المذكورة عشيّة محرم، ومنها التخطيط لعمل تفجيري في مكان دفن الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني، وكذلك في بعض مراكز التجمعات العامة وأماكن التزود بالوقود، وكذلك تفجير أبراج الكهرباء ومحطات الوقود لتعطيل الإمداد بالاحتياجات المحلية والتصديرية وغير ذلك من الأهداف.

وأوضحت أنَّه “كان أعضاء الخلايا المعتقلين قد نفذوا سابقًا عدة عمليات هجومية وأرسلوا صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم إلى وسائل الإعلام الإرهابية الموجودة في أوروبا والولايات المتحدة، مثل إلقاء قنابل مولوتوف على مبان حكومية، واعتداء على قواعد التعبئة، وإشعال النيران في عدة بنوك، وعدة أجهزة صراف آلي، وحافلات المدينة”.

وحول الدعم المالي لهذه الفرق، نقلت صحيفة “وطن أمروز” عن أحد القادة الأمنيين قوله: “إنه تم إيداع مبالغ كبيرة لأشخاص مختلفين، وحتى الآن تم تحديد 700 مليون تومان من هذه المبالغ”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى