الافتتاحية

من ذكريات حرب تموز ، بدأنا التغطية

حسين مرتضى
يوميات من حرب تموز ٢٠٠٦
اصبحنا كل واحد في مكان ، القصف يشتد دمار وخراب ، أسرتي في الضاحية الجنوبية في احد الملاجئ، اخوتي موزعون كل حسب اختصاصه يعمل في هذه الحرب، والباقي من العائلة بدأوا يتجمعون في منزل الوالد رحمه الله في الهرمل ، لم يعد هناك احد في شوارع النبطية والمحيط ، الجميع من المدنيين اختفوا اما في تجمعات ببعض المدارس او في بعض الاقبية وقليل من الاسر بقيت في منازلها ، القصف لا يميز بين شيء واخر كل شيء مباح للطائرات الصهيونية ، البشر والشجر والحجر ، نتنقل سيرا على الاقدام ما بين تواجدنا مع المجاهدين وسيارة البث ، وانت تسير تشعر لا بل هو واقع ، طائرة الاستطلاع الصهيونية في السماء ترافقك ، تقصف مباشرة فهي مزودة بصواريخ ، لذلك حتى التحرك مشيا على الاقدام بحذر وكان من منزل الى منزل ومن حارة الى اخرى ، بين الزواريب نشاهد بعض المجاهدين اما ينقلون صواريخ او يجهزون لاطلاق صليات من الصواريخ، ومجموعات اخرى تستعد للانتقال اكثر الى العمق ، اذكر في تلك الليلة ، سيكون هناك رسالة متلفزة لسماحة السيد ، وهي تعتبر الثانية بعد رسالة استهداف البارجة ، اين سنذهب كيف سنشاهد ونتابع تلك الرسالة فنحن على خطوط الجبهة ، دخلنا مع احدى مجموعات المقاومة الى مرأب سيارة ( كراج) كنت والزملاء فريق المنار وكان المراسل حينها الزميل محمد قازان ، دخلنا الى المكان ، جهاز التلفاز ، ذاك الجهاز الصغير ، الابيض والاسود والذي يعمل على بطارية السيارة ، مجاهدون يحرسون المكان في الخارج ويترقبون، ونحن داخل المرأب ننتظر الرسالة ، مع اصوات القصف والغارات والتي امتزجت مع حالة الترقب ، حتى المكان الذي نتواجد فيه خطرا،
جلسنا نشاهد ما بين الاحرف والكلمات وحتى ملامح وجه السيد لنعرف على ضوئها الى اين وكيف هي الامور ، بدأنا نحلل الاضاءة وملامح وجهه وكل التفاصيل ، لكننا نؤمن بالنصر والصمود ،انتبهت الرسالة والحرب ستطول ، اصبح الوقت متأخرا ، احد المجاهدين يقول : لم يعد بأستطاعتكم ان تغادروا المكان او ان نتحرك من هنا سنبقى في هذا المرأب حتى ساعات الفجر صباحا سننام هنا ، كل واحد منا اتخذ حجرا وسادة ، وافترشنا الارض علها تستطيع ان تغفو أعيننا قليلا ، بينما المقاومون يقّسمون ما تبقى من ساعات الليل للمناوبة في حراسة المكان ، لا نوم بالطبع ، ترقب و اصوات القصف تشتد وبالطبع لا بدا من متابعة سير المعارك لتزويد محطاتنا بأخر الاخبار
ومع كل ذلك لم اتحدث لكم عن كيف كانت ليالي الملجىء الذي نزلت اليه اسرتي ،طفلان صغيران كل شي حولهما تدمر ، ولا احد يستطيع ان يتحرك او يخرج من الضاحية ،
للحديث عن خروجهم من الضاحية رواية اخرى سأحكي عنها في الحلقة القادمة
وللحديث تتمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى